الوحدة 13: الربا وأحكامه.
أوّلا: تعريف الربا:
لغة:
الزيادة و النماء.
اصطلاحا: الزيادة في أحد البدلين (مما يجري فيه الربا) دون أن تُقابل تلك الزيادة بعوض.
ثانيا: حكم الربا و دليله:
الربا حرام. لقول الله تعالى: «وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا» البقرة 275
.
و من السنة ما رواه جابر-رضي الله عنه-قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
آكل الربا و موكله و كاتبه وشاهديه و
قال:"هم سواء». رواه مسلم.
ثالثا: الحكمة من تحريم الرّبا:
حرمت الشريعة الإسلامية الربا لما فيه من أضرار متنوعة.
أ-ضرره من الناحية النفسية:
·
الربا يولد في الإنسان الأنانية.
·
يربي النفس على الكسل والخمول.
ب-ضرره من الناحية الاجتماعية:
·
الربا يولد العداوة و البغضـاء بين الأفـراد و يقضي على روح التعاون.
·
يؤدي إلى الطبقية في المجتمع.
ج-ضرره من الناحية الاقتصادية:
·
الربا عامل من عوامل التضخم و تكدس الثروات بين فئة قليلة من الناس.
·
الربا يقضي على الإرادة و روح التنافس.
·
الربا معول لهدم المجتمعات إذ صار وسيلة من وسائل الاستعمار الحـديث.
رابعا: أنواع الرّبا:
1-
ربا الديون:
تعريفه:
هو الزيادة المشروطة التي يأخذها الدائن من المدين نظيـر التأجيل.
(وهذا النوع من الربا كان
منتشر في الجاهلية ولذا يسمى ربا الجاهلية).
مثاله:
قرض5000دج على أن يردها بعد شهر6000دج.
دليل تحريمه:
قول الله تعالى: (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا
يَرْبُو عِندَ اللَّهِ) (الروم: 39)
و تحريمه يندرج ضمن قاعدة: "كل قرض جر نفعا فهو ربا".
2-
ربا البيوع:
وهو الذي يكون في بيع الأموال الربوية بعضها ببعض وهو نوعان:
أ-ربا الفضل:
تعريفه:
لغـة:
الزيادة.
اصطلاحـا:
هو بيع نقدين أو مطعومين من جنس واحد مع زيادة أحد البدلين عن
الآخر.
مثاله:
· بيع 1 قنطار من القمح الجيد بـقنطارين من القمح الرديء حالا.
· مبادلة مبادلة 100 غرام ذهب جيد بـ 150 غرام ذهب قديم حالا.
دليله تحريمه:
قول الله تعالى: «وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا» (البقرة:
275)
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:
(الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ
وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ،
مِثْلاً بِمِثْلٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ
الأَصْنَافُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ). (متفق
عليه).
علـة تحـريمه:
العلة هي الوصف الذي إذا وجد في المال كان ربويا.
*في النقد
(الذهب و الفضـة و العملات الورقية):
علة التحريم هي: الثمنيـة (النّقديـة).
الأثمان: هي التي تدفع مقابل ما يحتاجه الناس عادة.
*في المطعومات
(البر، الشعير، التمر، الملح):
علة التحريم هي الإقتيات والإدخار.
القوت:
أساسي في حياة الناس، المدخر: يبقى لمدة طويلة.
ب-ربا النسيئة:
تعريفه:
لغـة: من النساء وهو التأخير والتأجيـل.
اصطلاحا:
التأجيل في تسليم أحد البدلين الربويين سواء اتحد جنسهما أم اختلف بزيادة أو
بغير زيادة.
مثاله:
·
بيع10 كلغ قمح لين بـ10ـكلغ قمح صلب إلى أجل : فيه ربا النسيئة لعدم التقابض
في المجلس.
·
بيع قنطار قمح صيفا بقنطارين قمح شتاء.
·
شراء قلادة من ذهب على أن يدفع نصف ثمنها حالا و الباقي مؤجلا.
·
مبادلة 10 أورو بـ 2000 دج بعد شهر.
دليل تحريمه:
قول الله تعالى: «وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا» البقرة 275
.
و لقوله صلى الله عليه و سلم : " إنّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ" رواه
البخاري.
علة تحريمه:
ü
في النقد (الذهب والفضة) العلة
هي الثمنية.
ü في المطعومات: علة التحريم هي المطعومية.
خامسا: القواعد العامة لاستبعاد الأصناف الربوية:
هي مجموعة قواعد يعتمد عليها حتى لا نقع في الربا، ونتمكن بواسطتها من تحديد
نوع الربا، وتتعلق بربا البيوع.
القاعدة الأولى:
اذا اتحد الجنسان (نقد بنقد أو طعام بطعام) فيشترط المساواة والفورية.
القاعدة الثانية:
اذا اختلف الجنسان ولكن اشتركا في العلة، كالذهب بالفضة أوالقمح بالتمر،
فيشترط الفورية فقط.
القاعدة الثالثة:
اذا اختلف الجنسان ولا وجود لعلة مشتركة، كالذهب بالقمح، سقط الشرطان، وعمل
بمبدأ الحرية.
سابعا: تطبيقات:
بين حكم المبادلات الآتية، مع التعليل:
|
بيع 100غ ذهب قديم بـ 200غ ذهب جديد حالا |
|
|
بيع 100 أورو بـ 22000دج على أجل |
|
|
بيع كتابين بكتاب |
|
|
بيع 1كغ تمر بـ2كغ شعير بعد شهر |
|
|
مبادلة 2كغ تفاح بـ 3كغ موز إلى أجل |
|
|
مبادلة هاتف بهاتفين |
|
|
بيع خاتم من ذهب بقرط من فضة إلى أجل |
|