درس التعجب
السنة الثانية ثانوي آداب وفلسفة
الأمثلة :
قال الشاعر : ما أحسن الدّين والدنيا إذا اجتمعا *و أقبح الكفر و الإفلاس بالرّجل
و قال آخر: أَكرِم بِقَومٍ رَسولُ اللَهِ قائِدُهُــم * إِذا تَفَرَّقَتِ الأَهـــواءُ وَ الشِيَعُ.
بناء أحكام القاعدة :
التعجب : هو انْفِعَالٌ في النَّفْسِ عندَ شُعُورِهَا بما يَخْفَى سَبَبُهُ فإذا ظَهَرَ السَّبَبُ بَطَل العَجَب.
صيغُ التَّعَجُّب : للتَّعجُّب صِيَغٌ كَثِيرةٌ، منها قوله تعالى: {كَيْفَ تكْفُرُونَ بِاللَّهِ و كُنْتُم أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ} (الآية "28" من سورة البقرة "2" ). وفي الحديث: (سُبحانَ اللَّهِ إنَّ المؤمِنَ لا يَنْجُس). و من كلامِ العرب "لِلَّهِ دَرُّه فارِساً" و المُبَوَّبُ له في كُتُب العربيَّة صِيغَتانِ لا غَيْر و لا تَتَصَرَّفان : "ما أَفْعَلَهُ، وأَفْعِلْ به". لاطِّرَادِهما فيه نحو "ما أَجْمَلَ الصِّدْقَ" و" أكْرِمْ بصَاحِبِهِ".
الصِّيغةُ الأُولى "ما أفعَلَه": هذه الصِّيغةُ مُركبةٌ من "ما" و "أفْعَله". ما أحسن الرّبيع.
الصيغةُ الثانية "أَفْعِلْ به": "أجملْ بالصِّدق".
شُروطُ فِعْلَيْ التَّعَجّب:
لا يُصاغُ فِعْلا التَّعَجُّب إلاّ مِمَّا اسْتَكْمَلَ الشُُّرُوط:
- أن يَكونَ ثُلاثِياً فلا يُبْنَيَانِ مِنْ دَحْرَجَ و ضارَبَ و استَخْرَج.
- أن يكون مُثْبتاً، فلا يُبْنَيَانِ مِنْ مَنْفيٍّ، سواءٌ أكانَ مُلازِماً للنَّفيِ، نحو "ما عاجَ بالدَّواءِ" أي ما انْتَفَعَ بِهِ، أم غيرَ ملازِمٍ كـ " ما قام".
- أنْ يكونَ مُتَصَرِّفاً، فلا يُبْنَيَانِ من "نِعْمَ" و "بئْس" وغيرِهما مِمَّا لا يَتصَرَّف.
- أَنْ يَكونَ معناه قَابلاً للتَّفاضُل، فلا يُبْنَيانِ من فَنِيَ وماتَ.
- أن يَكونَ تامّاً، فلا يُبنيان من ناقصٍ من نحو "كانَ وظَلَّ و باتَ و صارَ".
- أن لا يكونَ اسمُ فاعِلِه على "أفْعَلَ فَعْلاء" فلا يُبْنَيَانِ من: "عَرَج وشَهِل و خَضِرَ الزَّرعُ". لأنَّ اسمَ الفاعل من عَرَجَ "أَعْرَج" و مؤنثه "عَرْجَاء" و هكذا باقي الأمثلة.
- أنْ لا يَكونَ مَبْنِيّاً للمفعول فلا يُنَيَان من نحو "ضُرِبَ" و بعضهم و يَسْتَثْنِي ما كان مُلازِماً لِصيغَةِ "فُعِلَ" نحو "عُنِيتُ بِحاجَتِكَ" و "زهِيَ علينا" فيُجيزُ " ما اَعْناه بِحاجَتِكَ" و "ما أزْهَاهُ عَلَيْنا". فإنْ فَقَدَ فِعْلٌ أَحَدَ هذه الشُّروط، اسْتَعَنَّا على التَّعَجُّب وُجُوباً بـ " أشَدَّ أو أشْدِد" وشِبْهِهِمَا، فتَقولُ في التَّعَجُّب من الزائد على ثلاثة "أَشْدِد أو أَعْظِمْ بِهما" وكذا المَنْفيّ والمَبْنِيّ للمَفْعولِ، إلاَّ اَنَّ مَصْدَرها يكونُ مُؤَوَّلاً لا صَرِيحاً نحو "ما أكثرَ أنْ لا يقومَ" و "ما أعظَمَ ما ضُرِب" و أشْدِدْ بهما.و هُناكَ ألفاظٌ جاءَتْ عن العربِ في صِيغِ التَّعَجُّب لم تَسْتَكْمِلِ الشُّروطَ، فَهذِه تُحفَظُ و لا يُقاسُ عليها لِنُدْرَتها، من ذلك قولهم: "ما أخْصَرَه" من اخْتُصِرَ، و هو خُماسِيٌّ مبنيٌّ للمَفْعُول، و قولُهم "ما أَهْوَجَه و ما أَحْمَقَه و ما أَرْعَنَه". كأنَّهُمْ حَمَلوها على "ما أَجْهَلَه" وقولُهم: "اَقْمِنْ به" بَنَوْه من قولهم "ما أَجَنَّه و ما أَوْلَعَه" من جُنَّ وَ وُلِعَ و هما مَبْنِيَّان للمَفْعولِ.
إحكام موارد المتعلم و ضبطها:
أ- في مجال المعارف: بين فيما يلي ما يصح تحويله إلى صيغة التعجب و ما لا يصح تحويله :
أخوك من صدقك لا من صدقك .
مـن اتخذ إخوانا كانوا أعوانا له .
مـــن ظهر غضبه قلّ كيده .
ب_ في مجال المعارف الفعلية: تعجب من الأفعال التالية :
احمرت الوردة ، يصام رمضان ، هبت الريح ، أسرع القطار .
ج _ في مجال إدماج أحكام الدرس: شاهدت حادث مرور فتأثرت ، تحدث عن بشاعة ما رأيت في فقرة موظفا في ذلك :صيغ التعجب القياسية و السماعية .