أولا-مفهوم الفطرة:
هي الطبع السّوي والجٍبلة المستقيمةُ النَّي خُلق النّاُس عليها، وهي
الإسلام.
ثانيا-أسباب انحراف الفطرة:
◂معنى الانحراف عن الفطرة: هو
مجانبة الفطرة السليمة واتباع الطريق الخطأ المنهي عنه دينيا. و
من أسباب انحرافها:
1-البيئة المنحرفة: الإنسان بطبعه يؤثر ويتأثر، فمحيطه الذي يعيش فيه له أثر كبير في صلاحه أو
فساده، بحيث يساهم في المحافظة على فطرة الانسان واستقامته، أو يكون عاملا من
عوامل انحرافه وضلاله كالعادات والتقاليد الاجتماعية الفاسدة التي تتنافى مع
الإسلام.
قال تعالى: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا
عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ) (الزخرف: 22)
2-غواية الّشيطان: الشيطان يسعى الى تضليل الإنسان حتى ينحرف عن الطريق المستقيم، من خلال جنوده
ووساوسه وتزيين المعاصي والشهوات والشبهات.
قال الله تعالى: (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا
عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ) (ص:82-83)
3-الغفلة عن الله وإتباع الهوى: الغفلة وسببها انغماس الإنسان في دروب الحياة الشائكة وتسخير كل طاقته في هذه
الدنيا الفانية ونسيان ما خلق لأجله وهو عبادة الله تعالى.
قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا
عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ) (الأعراف: 172)
الهوى: بميل النفس إلى الشهوات المؤدي إلى ارتكاب المحرمات.
قال تعالى: (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّه) (ص:
26)
ثالثا-نتائج الانحراف عن الفطرة
1-ظهور الفساد في البَّر والبحر : ضد الفطرة: الفساد والضلال والانحلال ومن مظاهره الشرك والظلم و
القتل...
قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ
أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ) (الروم: 41)
2-اختلال موازين الحياة الآمنة: إن الانحراف عن الفطرة السليمة يؤدي إلى ظهور الأمراض والأوبئة والمجاعات
وانتشار الجرائم...
قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً
مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ
بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا
كَانُوا يَصْنَعُونَ) (النحل: 112)
رابعا-من عوامل إيقاظ الفطرة وتقويمها:
1-إرسال الرسل والأنبياء عليهم الّسلام: فمهمة الرسل تذكير الناس بما فطرهم الله عليه من التوحيد والإيمان.
قال تعالى: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ
عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء: 165)
2-دور العلماء والدعاة: في
الدعوة إلى الخير والتحذير من كيد الشيطانه و وسوسته.
قال تعالى: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا
قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ(20) اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ
أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ(21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(22) أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ
الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا
يُنقِذُونِ(23)) (يس: 20-23)
3-تدبّر آيات الله تعالى الكونية: فإن فيه من الآيات والدلائل ما يجعل الإنسان يعلن خضوعه لخالق هذا الكون
العظيم.
لقوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران:190)
4-الإبتلاءات والمحن: كالمرض
وموت الأقارب وكبر السن وكلها أسباب ليعيد الله الإنسان إليه ويذكره به.
قال تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ
قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ
يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ) (يونس: 12)
خامسا: الأحكام والفوائد:
قال الله تعالى:
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ
النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ
الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (الروم: 30)
الأحكام:
- وجوب الإلتزام بالدين و الحفاظ على الفطرة.
- تحريم الانحراف عن الفطرة.
الفوائد:
- بيان أن الإسلام هو الفطرة التي فطر عليها الإنسان.
- أكثر أسباب الشرك الجهل.
- الإسلام دين مستقيم لا اعوجاج فيه لأنه يوافق الفطرة.